بقلم / سماح إبراهيم
أيها القمر، يا شاهدًا على أسرار الليل وظلامه، تعالَ لأحدثك عن ما يفعله البشر في هذا العالم. إنهم يخفون خلف وجوههم الكثير من الأسرار، يبتسمون في الظاهر ويبدون الولاء، لكن في أعماقهم يكمن الكذب والنفاق. يحسدون ويكرهون في الخفاء، وكأن قلوبهم تحولت إلى حجارة لا تلين.
أيها القمر، تعالَ لأحدثك عن تلك القلوب التي قست كالحجر، لا تعرف الرحمة ولا العدل، تنتهك حقوق الضعفاء دون تردد. في كل لحظة من الفجر إلى السحر، يمارسون الظلم ببرودة عجيبة، وكأنهم فقدوا بصيرتهم وإحساسهم بالإنسانية.
أيها القمر، تعالَ لأحدثك عن نفوس تموت ببطء من القهر، تلك النفوس التي تحمّلت فوق طاقتها، عانت من الكدر والضيق، لكنها ما زالت صامدة بصبر يثير الإعجاب. عيونهم تدمع كالمطر، والحزن يفيض من صدورهم كما يهيج البحر في عواصفه.
أيها القمر، هل ترى البحر؟ إن الناس أصبحوا يشبهون البحر في تقلباتهم، في مدهم وجزرهم، في غضبهم وهدوئهم. لقد فقدوا الثبات والأمان، يعيشون في دوامة من المشاعر المتضاربة.
أيها القمر، أجبني: ما العمل مع صديق غدر وخان العهد؟ ومع قريب مكار لا يعرف الوفاء؟ ومع حبيبٍ هجر وترك القلب وحيدًا يعاني؟ ربما لا نملك الإجابة، لكننا نبحث في ضوءك عن بصيص أمل، عن هدوء في زمن مليء بالعواصف.
التعليقات الأخيرة