كتبت سماح إبراهيم
رغم أن سعد باشا زغلول قامة وطنية كبيرة واحد قادة ثورة 1919 وهو أمر لا جدال فيه ولكن .
إلا أن شخصيته مليئة بالتناقضات الشديدة بداية من نشأته الدنية وحفظه للقران الكريم الي ذهابه إلي القاهرة قاصدا الأزهر الشريف لاستكمال تعليمه وتقربه من جمال الدين الافغاني والامام محمد عبده ثم ذهابه الأمسيات الثقافية وتقربه وصدقاته للورد كرومر ثم في عام 1896 زواجه من السيدة صفية مصطفي فهمي نجله رئيس وزراء مصر مرتين والمعروف تاريخيا بقربه للاحتلال الانجليزي واللورد كرومر حتي أن سعد زغلول قال في مذكراته عقب رحيل اللورد كرومر عام 1907 أن هذا القرار كان بالنسبة له بمناسبة صدمة حياته وانه شعر أن ظهره انقسم وكانت المظاهرات قد اندلعت في مصر عقب تنفيذ حكم الاعدام في أهالي دانشوان مما اضطرت الحكومة الإنجليزية الي سحب كورمر عن مصر استجابة للشارع المصري وقتها .
كما أن سعد زغلول دافع في عام 1906 عن كتاب قاسم امين تحرير المرأة وأشد المؤيدين لتحرر المرأة وكان وقتها وزيرا للمعارف .
وسعد زغلول الشقيق الأكبر لاحمد فتحي زغلول أحد القضاة الذين حكمه علي ضحايا دانشوان بالاعدام .
ولد الزعيم سعد زغلول في يوليو ١٨٦٠ في قرية إبيانة التابعة لمديرية الغربية (محافظة كفر الشيخ حاليًا)، وكان والده رئيس مشيخة القرية، وحين توفى الأب كان سعد زغلول يبلغ من العمر خمس سنوات، فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد فتحى زغلول، وتعلم على يد جمال الدين الأفغانى والشيخ محمد عبده، وقد حصل على ليسانس الحقوق وتم تعيينه بالحكومة إلا أنه فصل بسبب تأييده الثورةالعرابية.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وتبخر الوعود البريطانية لمصر بنيل استقلالها خطرت لسعد زغلول وبعض رفاق النضال الوطنى فكرة تأليف وفد مصرى للدفاع عن القضية المصرية عام ١٩١٨ والمطالبة بالاستقلال في مؤتمر باريس، وتشكل الوفد المصرى الذي ضم سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وعبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى وأحمد لطفى السيد وآخرين، ولما ووجهوا بأنهم لا يمثلون الشعب المصرى ابتكر الوفد فكرة التوكيلات الشعبية .
وجاء فيها : «نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي في أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعى سبيلاً في استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى».
واعتقل سعد زغلول ورفاقه ونفى إلى جزيرة مالطة بالبحر المتوسط مع مجموعة من رفاقه في ٨ مارس ١٩١٩ ، واندلعت ثورة ١٩١٩ التي أكدت زعامة سعد زغلول واضطرت إنجلترا إلى الإفراج عن سعد ورفاقه وإعادتهم من المنفى، وسمحت إنجلترا للوفد المصرى برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس ليعرض قضية استقلال مصر، ولم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصرى.
واشتعلت الثورة من جديد وألقى الإنجليز القبض على سعد مجددا ونفى مرة أخرى إلى جزيرة سيشل، وتأججت الثورة وفشلت إنجلترا في مواجهتها إلى أن توفى سعد زغلول «زي النهارده» في ٢٣ أغسطس ١٩٢٧، ثم نقل رفاته لاحقا ليدفن في ضريحه الذي شيد عام ١٩٣١ ويقع على بعد خطوات من بيته ( بيت الأمة ).
وقد اختارت حكومة عبدالخالق ثروت وأعضاء حزب الوفد الطراز الفرعونى حتى يصير مزارا لكل المصريين والأجانب أيضا ، وكان سعد زغلول قد اشترى الأرض المقام عليها الضريح عام ١٩٢٥ ليقيم عليها ناديا سياسيا لحزب الوفد، كما أقامت حكومة عبدالخالق ثروت تمثالين له أحدهما بالقاهرة والآخر بالإسكندرية وقد قام بتصميم الضريح المعمارى مصطفى فهمى كما أشرف على بنائه . الله يرحمه ويجعل مثواه الجنه .
التعليقات الأخيرة