add image adstop
News photo

تناقضات الإنسان المعاصر

بقلم غريب سعد

 

إن الإنسان المعاصر يعيش في عالم مليء بالفرص المادية، حيث يركز جهوده على إشباع احتياجاته المادية بشكل رئيسي. في هذا السياق، نجد أن الكثيرين يكرسون وقتهم ومواردهم لبناء منازل فاخرة، وتوفير مصاريف كبيرة لأسرهم، وشراء تذاكر سفر مميزة. ومع ذلك، في خضم هذا الانشغال المفرط بالماديات، يغفل هؤلاء عن الجوانب الروحية والمعنوية التي لا تقل أهمية.

 

يعيش البعض في منازل مزودة بكل وسائل الرفاهية، لكنهم لا يجدون الوقت للجلوس مع عائلاتهم. يهتمون بتوفير المال والموارد، لكنهم يفتقرون إلى التفاعل المباشر والاهتمام الحقيقي بمن يحبون. يسافرون ويعيشون في أفخم الفنادق، لكنهم يتجنبون قضاء وقت مع أفراد أسرهم بسبب مشاغلهم أو عدم رغبتهم في مصاحبتهم.

 

رغم كل هذه المظاهر المادية، يظل الشعور بالسعادة ناقصاً، لأن الروح تبقى عطشى لأشياء أخرى لا يمكن تعويضها بالمال. الحب، والحنان، والأمان، والدفء الأسري هي جوانب أساسية في حياة الإنسان لا يمكن الاستغناء عنها، ولا يمكن للمال وحده أن يملأ هذا الفراغ.

 

المال له قيمته وأهميته، ولا يمكن إنكار دوره في تحقيق الراحة والسعادة. لكنه ليس الكل في معادلة السعادة. إذا افتقد الإنسان للمشاعر الأساسية والروحية التي تشبع روحه، فإن المال سيظل عاجزاً عن تحقيق تلك السعادة الحقيقية التي يبحث عنها.

 

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى