كتبت سماح إبراهيم
أعلنت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، التي تعمل في معبد بوتو بتل الفراعين بمحافظة كفر الشيخ، عن اكتشافها لأكبر وأقدم مرصد فلكي يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد. هذا الكشف الرائع يكشف عن براعة المصريين القدماء في علوم الفلك ويقدم رؤى جديدة حول كيفية استخدامهم للأدوات الفلكية في تحديد التقويم الشمسي وتنظيم الشعائر الدينية والرسمية.
المرصد، الذي بُني من الطوب اللبن، كان يُستخدم لرصد وتسجيل الأرصاد الفلكية وحركة الشمس والنجوم. ويتألف التصميم المعماري للمرصد من مدخل يتجه نحو الشرق، وصالة أعمدة مفتوحة على شكل حرف (L)، وكتل حجرية تمثل ساعة شمسية ذات شكل منحدر، تعد من أبرز أدوات قياس الوقت في العصور القديمة.
الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أشاد بجهود البعثة في هذا الكشف، مؤكداً على دوره في تسليط الضوء على براعة المصريين القدماء في الفلك وتطويرهم للتقنيات الفلكية رغم بساطة الأدوات المستخدمة.
المرصد المكتشف، الذي يمتد على مساحة حوالي 850 مترًا، يحتوي أيضًا على خمس غرف من الطوب اللبن يحتمل أنها كانت تستخدم لحفظ الأدوات، بالإضافة إلى صالة كبيرة مزينة ببقايا رسوم تعود للعصر نفسه. كما عثر على تمثال من الجرانيت الرمادي يعود لعصر الأسرة السادسة والعشرين، وأدوات قياس متنوعة، وقطع أثرية تشمل تماثيل من البرونز والفينس، ومقتنيات دينية وفخارية.
الدكتور حسام غنيم، مدير عام منطقة آثار كفر الشيخ، أضاف أن البعثة اكتشفت أيضًا منصة حجرية تحتوي على نقوش فلكية تمثل شروق وغروب الشمس، مما يعزز فهمنا لتقنيات الرصد الفلكي عند المصريين القدماء.
هذا الاكتشاف يمثل إنجازًا كبيرًا في مجال الأبحاث الأثرية والفلكية، ويؤكد على دور مصر كمهد لعلم الفلك القديم وتقدمها في هذا المجال منذ العصور المبكرة.
التعليقات الأخيرة