add image adstop
News photo

البخل على الله بماله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين، الذي خلق فسوى، وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى، أشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، والشافع المشفع يوم يقوم الشهود، أشهد أنه رسول الله، بلغ فأحسن التبليغ، وعلمنا فأحسن التعليم، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آله إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آله محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ثم أما بعد إن منع الزكاة يهلك المال ويذهب بركته، ومع أن الزكاة قدر يسير ونذر قليل مما وهب الله تعالي، ولكن يترتب عليه أجر كثير، وخلف من الله عز وجل كبير. 

 

وعلى رغم كل ما فيها من المنافع لنفس صاحبها وماله، إلا أن بعض الناس يبخل على الله بماله، ويمنع حق الله فيه، ظنا منه أن الزكاة تنقص المال وتقلله وهو سوء ظن بالله تعالي، حيث أقسم النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم أنه "ما نقص مال من صدقة" فالصدقة لا تنقص المال بل تزيده، ومن تعامل مع الله تعالي عرف وليس من رأى كمن سمع وقد قال جل في علاه " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين" وهو سبحانه وتعالي القائل "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له" فحصنوا أموالكم بالزكاة، وكثروا أموالكم بالصدقات، فإنها ما بقيت الزكاة في مال لم تخرج منه إلا أفسدته وأذهبت بركته، وكما توعد النبي صلى الله عليه وسلم من يماطل في أدائها بنزع البركة من الأموال وتسليط الآفات عليها، وحبس الأمطار. 

 

والابتلاء بالمجاعة والقحط وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا" رواه الحاكم، وإن المال غاد ورائح، وموروث عن صاحبه، وهو عارية والعارية مستردة، والمال إن لم يتركك ستتركه أنت، ولا يبقى بعد ذلك إلا شرف الذكر وحسن العمل، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم " يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت" والله ما سمعنا أن رجلا أدخل معه ماله في قبره، ولا دفتر شيكات، ولا ذهب ولا فضه، بل ذهب كل الذهب، ومال عنه كل المال، بل يبقى المرء حياته يجمع المال ويوعيه ويحفظه ويحميه، ويزيده وينميه، ثم فجأة إذا بالموت يأتيه، فيترك المال لمن لا يحمده. 

 

ويذهب إلى من يسأله عنه ويحاسبه ولا يعذره وما أعظمها من مصيبة، كما قال يحيى بن معاذ "مصيبتان للمرء في ماله لم تسمع بهما الخلائق، يموت ويتركه كله ويسأل عنه كله" اللهم طهر قلوبنا من الشح يا رب العالمين، اللهم اجعلنا من أهل الكرم وأكرمنا يا أكرم الأكرمين، اللهم إنا نسألك أن ترزقنا حبك، وحب ما تحب، وحب كل عمل يقربنا إليك، واللهم اجعلنا ممن يخافك ويخشاك في الغيب والشهادة، والسر والعلانية، واجعلنا يا كريم ممن قلت فيهم " وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي" وممن قلت فيهم " ولمن خاف مقام ربه جنتان " واجعلنا يا كريم ممن إذا ذكرك خاليا فاضت عيناه، فنكون بجودك ورحمتك من السبعة الذين تظلهم في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك يا رب العالمين، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى