بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 17 أغسطس 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد، لقد اهتم الإسلام بالعلاقة الزوجية إهتماما بالغا، كما أهتمت السنة النبوية الشريفه بها، وإن هناك بعض البيوت عندما تدخلها تجد صمتا دائما، وابتسامة مفقودة، وكآبة تلقي بظلالها على الوجوه والقلوب، لتنزع منها روح التواصل والسعادة بين أفراد الأسرة، إنه النكد الزوجي فهو من أعداء الحياة الزوجية السعيدة، ويعرف النكد الزوجي بأنه التعكير الدائم لصفو الآخر، وهو تماما كالحرب النفسية، ويرجع سببه إلى الفراغ أو سطحية التفكير عند من يختلقه، أو إلى تربية خاطئة خضع لها منذ الصغر.
أو محاولة لجذب انتباه الآخر كإنتقام منه على تجاهله لشريكه في الحياة مثلا، وإن هناك بعض نصائح الخبراء للزوجات حتي تستقر الحياة الزوجية وحتي تدوم العشرة بين الأزواج، فيا أيتها الزوجة لا تجعلي الإبتسامة تفارق وجهك فهي رسالة غير مباشرة لحالة الحب والرضا وعدم الإستعداد للنكد، واطلبي معونة زوجك وأفراد أسرتك، فمثلا اطلبي منهم أن يتقاضوك غرامة في كل مرة يضبطونك فيها متلبسة بإحتداد المزاج أو خشونة اللفظ أو التحقيق في أمر تافه، وعليكي أن تعوّدي نفسك أن تطلبي الشيء أو تقولي ملاحظاتك مرة واحدة، فالإلحاح أمر مزعج بالنسبة إلى الزوج إلا إذا كانت الضرورة ملحة، ونمّى في نفسك روح الدعابة، فالأحمق هو الذي يجعل من التوافه مآسيا.
وحاولي السيطرة على انفعالاتك في مواقف الغضب وتحدثي بهدوء عما يسبب لك الضيق، وتخيري وقتا مناسبا عندما يكون زوجك هادئا متفرغا، واجعلي مقدرتك على الحصول على النتائج المنشودة بغير الإلتجاء إلى الشجار أو الصوت العالي، وراعي ظروف زوجك المادية والنفسية وشاركيه في حل همومه ومشكلاته بدلا من أن تضيفي إليه هموما وأعباء جديدة وتعاونا على تخطي العقبات، ولا تقارني بين زوجك وأقرانه من أصحاب الدخل الأعلى أو المزايا المعيشية الرحبة فتلك المقارنة مجلبة للنكد، ولا تستفزي زوجك ولا تذكريه بمشكلات سابقة فهذا يجعله أكثر عصبية واستعدادا للنكد، وتجنبي إيذاء مشاعر شريكك أو كرامته باللفظ أو القول أو الحركة فتلك الإهانات.
تصيب الحالة العاطفية للطرف المهان بنوع من الشروخ يصعب إصلاحها، وعليكي بإحترام الرجل الذي اقترنت به، وابتعدي عن إهانته أو الإستخفاف والإستهزاء به، ولا تسفهي آراءه حتى إذا كنت لا توافقين عليها، وإذا فعلت أو قلت شيئا بدون إحترام يجب عليك الإعتذار، واقبلي إجاباته دون تقديم أي إنتقادات، ويجب عليك ضبط نفسك بعدم نقده أو تقديم ملاحظات سلبية، إلاّ في إطار الحوار البنّاء، فإياكم والنكد فإن النكد يعني التعكير الدائم لصفو الآخر مما يجعل الزوج والزوجة في حالة حرب نفسية، يفقدهما الحوار الإيجابي والإحترام والثقة والعاطفة، ويرجع سببه إلى أمور كثيرة منها الفراغ أو سطحية التفكير عند من يختلقه، أو لتربية خاطئة خضع لها منذ الصغر.
أو محاولة لجذب إنتباه الآخر كانتقام منه على تجاهله لشريكه في الحياة مثلا، أسأل الله أن يرزق كل زوجين السعادة والحب والهدوء، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالطاعة والعمل الصالح وحسن الخلق، وأن يصلح لنا ولكم الذرية وصلى الله على سيدنا محمد.
التعليقات الأخيرة