بقلم د.حنان يوسف
لاحظت منذ امس وجود اقبال واهتمام كبير من الناجحين في الثانوية العامة علي الالتحاق بكليات الاعلام المتميزة ، وهذه ملاحظة تثير عدة نقاط :
اولا :ان الهجمة الشرسة علي تشويه صورة كليات الاعلام والتقليل من دورها وجودتها وهي الحملة التي اشترك فيها بوعي او دون وعي بعض خريجيها لم تؤتي ثمارها البغيضة وان الاجيال الجديدة بوعي كبير مقبلة بحماس علي اللحاق بكليات الاعلام
ثانيا : اؤكد لكم بضمير مستريح من خبرة تدريسية للاعلام تقترب من ٣٥ عاما بدأت رحلتها في عدد كبير من كليات الإعلام في مصر وخارجها. كمعيدة حتي وصلت لعميدة بأن المقررات الدراسية لكليات وأقسام الاعلام ممتازة والتطبيق العملي في ازدياد ملحوظ وكل كلية بها نسبيا استوديو مجهز الان بل وان ومعايير جودة التعليم مطبقة في الاغلب كما ينبغي ان تكون بشهادات وطنية ودولية .
ثالثا : ان اقسام وكليات الاعلام هي فعلا كليات القمة والموهبة والابداع ويسعي اليها الطالب الذي يشعر انه متميز بالفعل ويريد ان يضع له بصمته الخاصة بغض النظر عن مجموعه في الثانوية العامة ، فلدينا كل يوم الالاف الطلاب من الاوائل يلتحقون بكليات الاعلام .
اذن اين المشكلة :
المشكلة تكمن في ان بعض هذه الكليات قد تضم غير المتخصصين في مجال الاعلام
ويندرج عليه ان بعض هذه الكليات تفتقر الي خطة واضحة لربط النظرية بالتطبيق في هذه المقررات التعليمية باسلوب منهجي و علمي صحيح.
ولهذا تأتي الفروق بين مستويات الكليات فكلية تكون اكثر تميزا من كلية اخري نتيجة لكفاءة القدرات التدريسية بها واتقان التخصص لهم ، وكفاءة الخطة الموضوعة لربط النظرية بالتطبيق لصعوبتها ،وهذه الفروق اصبحت واضحة لاي متابع ، وهو ما يفسر بسهولة اختيار طالب علي كلية بعينهاللالتحاق بها لانه وجد فيها العلم مع التطبيق والتدريب وبناء شخصيته وارتفاع اعدادالملتحقين بها مقارنة بكلية اخري لا تتوافر بها هذه المعايير فانصرف عنها الطلاب .
وهو ما يجعل للناظر من بعد ان يختلط عليه الامر ويتبني تلك الصورة النمطية السطحية عن خريجين كليات الاعلام التي يروج لها غير المتخصصين بان الاعلام لا يحتاج دراسة وان الاعلام موهبة في المقام الاول ، وهي رؤية سطحية عشوائية بلا منطق ولا تتسق مع ثورة المعلومات التي يعيشها العالم الان والتي اتثبتت انه مهما امتلك الانسان التكنولوجيا فان صناعة المحتوي الاعلامي هي الاصل وهو ما يتعلمه طالب الاعلام في كليات الاعلام فقط وليس في اي مكان اخر .
اذن يبقي حل المشكلة بتركز في إعلاء قيمة التخصص للاعلام وان يدافع اهل التخصص الاعلامي عنه في الدراسة وفي سوق العمل ايضا والتجربة تشير الي ان خريجي الاعلام يكون اكثر تميزا في سوق العمل واكثر سرعة في التطور والائتمان بقواعد
المهنة لانه بالفعل تعلمها في كليته.
فكم واحد
من بيننا يفعل ذلك ؟! للاسف الرافعين اصواتهم بالحق قلة ..امام اصوات رمادية كثيرة تخلط الحابل بالنابل لاسباب معروفة او غير معروفة.
وعندي من الامثلة الكثير ولكن لا مجال لذكرها اليوم ربما ياتي يوما ما نحكي فيه ونتحاكي عن من خان مهنة الإعلام الاكاديمي وتطبيقه مع تعلمه ويستحق العقاب لان خيانته قد اضرت بالوطن بشكل او بأخر
ايها السادة اذ اردتم اصلاح الاعلام الذي تطالبون بيه ليلا نهارا في مصر اعطوا العيش لخبازه ، يقوم بتدريس الإعلام من هو متخصص ، ويعمل في الإعلام من هو متخصص .
والامر هكذا ببساطة شديدة.
ان يصح ما هو صحيح.
اذا اردنا صالح الوطن.
التعليقات الأخيرة