ا
علاء ابو شحاته
في ظل تغول المادة في حياتنا الآنية وانعكاسها على كل مناحي الحياة بما فيها أهم عنصر من عناصر بناء المجتمع ولبنته الأساس ؛ ألا وهو الزواج وتكوين الأسرة المسلمة التي تعد بذرة المجتمع وجذره المتين ، وفي ظل ما نفجع به من إحصاءات مريعة عن نسب الطلاق في وطننا العربيّ والتي لم يكن يتخيلها أسوأ المتشائمين
مصر على سبيل المثال يتردد فيها نحو مليون حالة سنويا على محاكم الأسرة بمصر، وتقع 240 حالة طلاق يوميا بمعدل عشر حالات طلاق كل ساعة، حسب تقرير صدر عن مركز معلومات مجلس الوزراء المصري
لماذا لا يوجد حد أدنى من ثقافة الحوار الصحىّ بين الزوجين؟ ولماذا بعد قصة حب ملتهبة وعنيفة يحدث الانفصال الذى غالباً ما يكون دامياً وفاضحا ؟
الزواج مؤسسة تشاركية تحتاج لخصم رصيد الأنانية من كل طرف، فكلاهما له الحق أن يُسمع ، يُعطى اهتماما ليبوح بهمومه قبل سعادته ، أطراحه قبل أفراحه ، لكن المأساة أن كل طرف يدخل الزواج وهو يريد الاحتفاظ بشكل حياته السابقة، ويرفض أن يخصم أى شىء من ذاتيته وأنانيته، ولا يستطيع ترجمة السعادة إلا من خلال الجدران التى أحاط بها نفسه .
أيها المقبلون على الزواج أنتم في حاجة ملحة قبل أن توقعوا عقودكم التي تربط مصيركم ؛ أن تعووا معنى الزواج ، المسؤوليات والتبعات ، الحقوق والواجبات ، أنتم في حاجة شديدة أن تتناقشوا وبوضوح شديد عن توقعاتكم في الطرف الآخر ، عن كيفية إدارة هذه الحياة ، مفهومكم عن القوامة وتبعاتها ، والبون الشاسع بين مفهوم الزواج كما جاء به التشريع الإسلامي وبين مفهومه من وجهة النظر الغربية التي افتتن بها الكثير
أنتم في حاجة إلى المصارحة التامة حول معتقداتكم ، مذهبكم ، آرائكم السياسية ، المسؤوليات والواجبات ، أسلوبكم وسلوككم في الملبس والمأكل والمشرب ، أسباب السعادة في حياتكم وعوامل الانكسار ، صدمات الطفولة وعقبات الحاضر وتطلعات الغد المشترك ، أنتم في حاجة حكمها حكم الواجب والإلزام أن تحددوا كيف تربوا أبناءكم المتوقع قدومهم ، فلا تضارب في تربيتهم ولا تناقض ولا تصفية حسابات من خلالهم ليشوه كل طرف الطرف الثاني في أعين الأبناء ظنا أن ذلك يكسبهم حب طرف على حساب الطرف الثاني .
تصارحوا ،،،،، عن تطلعاتكم ، أحلامكم ، مخاوفكم ، عيوبكم التي يصعب تغييرها وتلك التي تقبل التغافل والاحتواء ، تناقشوا وضعوا خارطة طريق واضحة المعالم تمنحكم الانسحاب الآمن قبل أن تتورطوا في علاقة محكوم عليها بالفشل لأنها لم تكن واضحة منذ البداية وتدثرت بالغش والخداع والتضليل .
تصارحوا قبل أن تصبحوا رقما كئيبا على جدران محاكم الأسرة وإحصاءات الطلاق ،
فالحب وحده لم يعد كافيا بدون خارطة الطريق .
الأعلى
التعليقات الأخيرة