سماح إبراهيم
تحل اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025 الذكرى الـ102 لميلاد الفنانة لولا صدقي، واحدة من أبرز الوجوه التي جسدت شخصية المرأة الشريرة في تاريخ السينما المصرية، رغم أن أدوارها كانت ثانوية في كثير من الأحيان، إلا أن حضورها القوي وملامحها الأوروبية جعلاها تترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة الفن.
ولدت لولا صدقي عام 1923، لوالدها الكاتب المسرحي الشهير أمين صدقي، ووالدتها إيطالية الجنسية. ورغم معارضة والدها الشديدة لدخولها المجال الفني، إلا أن الظروف المالية الصعبة التي مرّت بها الأسرة دفعت به إلى الموافقة في النهاية. بدأت لولا مشوارها الفني كمطربة تغني بالفرنسية في أحد الكباريهات، ثم انتقلت إلى المسرح قبل أن تتجه إلى السينما بسبب إصابتها بمرض الأنيميا، الذي جعلها غير قادرة على تحمّل إرهاق العروض المسرحية الطويلة.
دخلت عالم السينما على يد المخرج أحمد بدرخان في فيلم حياة الظلام، لتبدأ بعدها رحلة فنية طويلة قدّمت خلالها أكثر من 49 فيلمًا من كلاسيكيات السينما المصرية. ومن أبرز أعمالها: الأستاذة فاطمة، حرام عليك، أبو حلموس، عفريتة هانم، شهرزاد، والمنزل رقم 13.
عرفت لولا صدقي بذكائها في اختيار الأدوار التي تبرز شخصيتها القوية، حيث أتقنت تجسيد أدوار المرأة المتسلطة، الماكرة، والشريرة، حتى أصبحت رمزًا لهذا النوع من الشخصيات في السينما.
وفي عام 1964، قررت اعتزال الفن والهجرة إلى إيطاليا، حيث واصلت الظهور في عدد من الأفلام الأوروبية، لكنها عاشت في هدوء بعيدًا عن الأضواء حتى رحلت عن عالمنا، تاركة وراءها إرثًا فنيًا مميزًا جعلها إحدى علامات السينما المصرية الكلاسيكية.
التعليقات الأخيرة