سماح إبراهيم
شهدت ألمانيا حدثًا تاريخيًا اليوم الأحد، مع تنفيذ تفجير منظم لبرجي التبريد العملاقين التابعين لمحطة "غوندريمينغن" النووية، التي كانت تُعدّ أكبر مفاعل طاقة في البلاد، لتُعلن بذلك نهاية حقبة كاملة من الاعتماد على الطاقة النووية وبداية عصر الطاقة المتجددة.
البرجان، اللذان بلغ ارتفاع كلٍّ منهما 160 مترًا، سقطا خلال 15 ثانية فقط بعد عملية تفجير دقيقة نفذتها فرق هندسية متخصصة، وسط حضور جماهيري كبير من الأهالي والمهندسين الذين احتشدوا لمتابعة المشهد المهيب، بينما وثّقت مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل لحظة الانهيار التاريخي التي جسدت التحول الكبير في سياسة الطاقة الألمانية.
محطة "غوندريمينغن" كانت قد عملت لأكثر من ستين عامًا، وأسهمت بشكل بارز في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير آلاف فرص العمل، لكنها أُغلقت نهائيًا في نهاية عام 2021، تنفيذًا لقرار الحكومة الألمانية بالتخلي التدريجي عن الطاقة النووية عقب كارثة فوكوشيما اليابانية عام 2011.
وتعتزم السلطات تحويل موقع المفاعل السابق إلى مركز ضخم للطاقة المتجددة، يضم أكبر بطارية لتخزين الطاقة في البلاد بسعة تصل إلى 700 ميجاوات/ساعة، إلى جانب إنشاء محطة للطاقة الشمسية وأخرى تعمل بالغاز، ضمن خطة التحول الوطني في مجال الطاقة المعروفة باسم "Energiewende"، والتي تستهدف توليد 80% من الكهرباء من مصادر نظيفة بحلول عام 2030.
بهذا التفجير، تكون ألمانيا قد طوت صفحة كاملة من تاريخها الصناعي والنووي، لتبدأ فصلاً جديدًا يرسخ التزامها بمستقبل أخضر ومستدام.
التعليقات الأخيرة