د. نادر على
كشفت إحدى القطع الأثرية العائدة إلى الأسرة السادسة والعشرين عن جانب مدهش من حياة المصريين القدماء، حيث حملت لوحة حجرية اسم رجل يُدعى بنبو، ظهر مرتين وهو يقف أمام الإله رع-حوراختي من جهة وآتوم من الجهة الأخرى.
اللافت أن بنبو لم يكن مجرد شخصية عادية، بل حمل لقبًا مميزًا هو «المشرف على كهنة مراقب الساعة لأوزوريس»، وهو منصب يعكس مكانة خاصة في الطقوس الدينية والفلكية. فقد ارتبط هذا الدور بمهمة دقيقة تمثلت في الصعود إلى سطح المعبد لمراقبة حركة النجوم أثناء مرورها في سماء الليل.
كان «مراقبو الساعات» في مصر القديمة بمثابة علماء فلك، حيث اعتمدوا على فهم تطور النجوم ودورة القمر على مدار السنة لتحديد المواعيد والطقوس الدينية، بل وحتى لتقسيم الزمن وإدارة الشؤون الزراعية.
هذا الاكتشاف يسلط الضوء على مدى تطور علم الفلك عند المصريين القدماء، ويؤكد أن المعابد لم تكن فقط أماكن للعبادة، بل أيضًا مراكز للعلم والمعرفة، حيث التقت العقيدة بالعلم في مزيج فريد من الحضارة الإنسانية
التعليقات الأخيرة