د. نادر على
عثر فريق من علماء الآثار بجامعة سان ماركوس الوطنية عام 2021 على مومياء فريدة من نوعها داخل مقبرة تحت الأرض في موقع كاجاماركويلا، الواقع على بُعد نحو 25 كيلومترًا من العاصمة البيروفية ليما.
المومياء، التي يقدَّر عمرها بين 800 و1200 عام، وُجدت بحالة جيدة بشكل لافت، وقد أثارت دهشة الباحثين بسبب وضعيتها الغريبة؛ إذ كانت مقيدة بالحبال بالكامل ويديها تغطيان وجهها، في وضع أقرب إلى الجنين. ورغم أن المنظر يبدو للوهلة الأولى مثيرًا للرعب، يرى الخبراء أن هذه الوضعية كانت جزءًا من طقوس جنائزية متعارف عليها في جنوب بيرو خلال تلك الحقبة.
القبر لم يقتصر على المومياء وحدها، بل احتوى أيضًا على قطع خزفية، وبقايا نباتية، وأدوات حجرية، وهو ما يشير إلى أن المتوفى كان يحظى بمكانة خاصة، وربما ارتبطت الطقوس بمعتقدات تتعلق بالحياة بعد الموت.
ويُعتبر هذا الاكتشاف إضافة مهمة لفهم الممارسات الجنائزية والحياة الاجتماعية في حضارات بيرو القديمة، إذ يلقي الضوء على جانب ثقافي وروحي ظل مطمورًا في أعماق الأرض لقرون طويلة.
التعليقات الأخيرة