add image adstop
News photo

وباء التريند في مصر: هوس وجنون يجتاح المجتمع

بقلم: خلود هيثم

 

في خضم العصر الرقمي الراهن، باتت ظاهرة "التريند" تفرض سيطرتها على ساحات التواصل الاجتماعي، لتشكل جزءًا لا يتجزأ من نسيج حياتنا اليومية. هذه التريندات، التي غالبًا ما تتجلى في مواضيع رائجة، أو تحديات مبتكرة، أو محتوى فريد ينتشر كالنار في الهشيم بين المستخدمين، أضحت تلعب دورًا محوريًا في صياغة الرأي العام وتوجيه الاهتمامات الجماعية.

 

لم تعد التريندات مجرد وسيلة للترفيه والتسلية؛ بل تجاوزت ذلك لتحدث تأثيرات عميقة على الثقافة والمجتمع برمته. فبينما يمكن أن تسهم في نشر الوعي حول قضايا جوهرية ومهمة، قد تنزلق في المقابل إلى مستنقع تفاقم السلوكيات السلبية وترويج المعلومات المغلوطة.

 

ومع هذا التأثير المتعاظم، تبرز تحديات جمة تستدعي الوقوف عندها. من أبرز هذه التحديات كيفية التعامل بحذر مع المعلومات المضللة وكيفية إحكام السيطرة على المحتوى الذي يتم تداوله ومشاركته على نطاق واسع. وفي الوقت ذاته، تمنح التريندات فرصًا سانحة للإبداع والتعبير الحر عن الذات، حيث يستطيع الأفراد والجماعات استغلال هذه المنصات لبث رسائلهم وأفكارهم المتنوعة.

 

ويمكن تعريف "التريند" بأنه ظاهرة أو حدث يحظى باهتمام واسع النطاق بين جموع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة زمنية محددة. وقد تتفاوت مدة هذه الفترة الزمنية تبعًا لقوة تأثير التريند والغرض الكامن وراءه، فقد تكون قصيرة الأمد وسريعة الزوال، أو قد تمتد لفترات أطول تاركة بصمتها الواضحة.

 

ولا يخفى على أحد الدور الهام الذي تلعبه التريندات في تشكيل الرأي العام وتوجيه الاهتمامات الجماعية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. فهي غالبًا ما تكون محركًا قويًا للتفاعل والمشاركة النشطة بين المستخدمين، وتساهم بشكل ملحوظ في نشر المعلومات والأفكار بسرعة فائقة.

 

وفي هذا السياق، يقع على عاتق المجتمع دور حيوي في تشكيل الوعي والاتجاهات السائدة لدى الشباب. لذا، يجب أن نسعى جاهدين لتعزيز القيم الإيجابية والارتقاء بمستوى الاهتمام بالتعليم والتنمية الذاتية. كما يتعين علينا تشجيع الشباب على تبني التفكير النقدي وتعزيز روح الابتكار والإبداع لديهم.

 

ومن الضروري أيضًا أن نولي اهتمامًا خاصًا لتوعية الشباب بمخاطر هذه الظاهرة المتنامية، والعمل بجد على تنمية قدراتهم الذاتية من خلال الممارسة والتمرين والجهد الدؤوب والمثابرة المستمرة. يجب أن نعيد لكل شيء قيمته الحقيقية، وأن نتجنب التركيز المفرط على الأمور التافهة والسطحية. كما يجب أن ندرك قيمة الوقت والعمر، وأن نحرص على عدم إضاعتهما في الأمور غير المفيدة والضارة.

 

وفي الختام، نجد أن ظاهرة التريند في مصر قد أصبحت ذات تأثير بالغ على السلوكيات والاهتمامات لدى قطاع كبير من الشباب. فبفضل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبح بإمكان أي فرد تحقيق قدر من الشهرة وجني بعض الأموال من خلال عدد المشاهدات والتفاعلات التي يحققها محتواه. ومع ذلك، تحمل هذه الظاهرة في طياتها العديد من الآثار السلبية التي تؤثر بشكل مباشر على القيم والأخلاق والسلوكيات الفردية والجماعية، مما يستدعي منا تفكيرًا عميقًا ومستنيرًا في كيفية التعامل معها بشكل إيجابي وبناء يخدم مصلحة الفرد والمجتمع على حد سواء.

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى