د. نادر على
تمكن فريق من الباحثين الصينيين في مجال الطب الحيوي من تطوير دم صناعي بديل قادر على نقل الأكسجين بكفاءة أكبر من خلايا الدم الحمراء الطبيعية. يعتمد هذا السائل الاصطناعي على غلاف هيموغلوبين نانوي مطلي ببوليمر حماية، ما يجعله قادرًا على البقاء في مجرى الدم دون التحلل أو إثارة رفض مناعي. على عكس الدم المتبرع به، يتميز الدم الصناعي بعمر طويل، لا يحتاج للتبريد، ويمكن نقله لأي شخص بغض النظر عن فصيلة دمه.
أظهرت التجارب على الحيوانات المخبرية أن الدم الصناعي حافظ على توصيل الأكسجين حتى أثناء فقدان الدم بكميات كبيرة، مما منع فشل الأعضاء وزاد من معدلات البقاء على قيد الحياة مقارنةً بالحيوانات غير المعالجة. وهذا الابتكار قد يُحدث ثورة في رعاية المصابين، حيث غالبًا ما يموت المرضى ليس بسبب الإصابة نفسها، بل بسبب نقص الأكسجين الواصل إلى أعضائهم في الوقت المناسب.
من مزايا هذا الدم أيضًا استخدامه في ساحات القتال أو الكوارث، حيث تتطلب بنوك الدم حاليًا سلسلة لوجستية معقدة. لكن الدم الصناعي يمكن تخزينه في مناطق نائية، وحمله من قبل المسعفين، واستخدامه فورًا دون الحاجة لاختبارات التوافق، مما يجعله تقنية طبية استراتيجية ذات أهمية مدنية وعسكرية.
ما يميز هذا الابتكار هو الدقة العالية في تصميم الجزيئات الاصطناعية، حيث تحاكي عملية الطي والارتباط الطبيعية للهيموغلوبين، مع حماية الغلاف الاصطناعي لتجنب النواتج السامة التي ظهرت في محاولات سابقة في التسعينيات.
كما يتصور الباحثون استخدام الدم الصناعي في السفر إلى الفضاء، حيث تكون إمدادات الأكسجين والتخزين أمرًا حيويًا. فامتلاك سائل يمكنه نقل الأكسجين واستبدال الدم في حالات الطوارئ قد يساعد رواد الفضاء على النجاة في الظروف القاسية.
إذا نجحت التجارب البشرية، فقد يمثل هذا الاختراع بداية عصر جديد يصبح فيه الدم المتبرع به ليس المصدر الوحيد للحياة في الطب.
التعليقات الأخيرة