- الخميس، ٤ سبتمبر ٢٠٢٥
- إتصل بنا
سماح إبراهيم
اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة مكانًا لعقد لقاء مباشر مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أنها الدولة الأنسب لاستضافة قمة ثلاثية مرتقبة تجمعه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال بوتين في تصريحات رسمية، إن الإمارات تمتلك ما يكفي من "الحياد والتوازن" لتكون مقرًا للحوار، وهو ما يتقاطع مع نوايا ترامب لعقد اجتماع خلال الأسبوع المقبل، بحسب ما أعلنه البيت الأبيض في بيان صحفي.
ترامب يسعى لإنهاء الحرب
وأشار البيان الأمريكي إلى أن الرئيس دونالد ترامب منفتح على عقد اجتماع ثلاثي يجمعه ببوتين وزيلينسكي، في إطار مبادرة شخصية لإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات بين روسيا وأوكرانيا. وتأتي هذه المبادرة بعد اتصال هاتفي أجراه ترامب مع عدد من القادة الأوروبيين يوم الأربعاء، أبلغهم خلاله بعزمه تنظيم هذا اللقاء الحاسم.
وأكد مصدران مطّلعان لصحيفة "نيويورك تايمز" أن ترامب عرض تفاصيل خطته خلال الاتصال، الذي شارك فيه كل من رئيس الوزراء البريطاني، المستشار الألماني، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى جانب نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف.
لقاء ثلاثي دون الأوروبيين
من المتوقع أن يقتصر اللقاء المرتقب على الزعماء الثلاثة فقط، دون حضور أو مشاركة من القادة الأوروبيين، في خطوة أثارت تساؤلات حول مستقبل الدور الأوروبي في الوساطة، خاصة بعد رفض ترامب طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الانضمام إلى اجتماع سابق بينه وبين زيلينسكي.
موقف أوكرانيا.. غموض وتحفّظ
حتى الآن، لم يصدر تأكيد رسمي من زيلينسكي أو الكرملين حول الموافقة على المبادرة. إلا أن الرئيس الأوكراني، الذي كان حاضرًا خلال الاتصال الهاتفي، أعرب في بيان له عن ترحيبه بمبدأ الحوار، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة أن تكون أي تسوية "عادلة"، بحسب تعبيره.
ترامب: "الجميع متفق على ضرورة إنهاء هذه الحرب"
وفي منشور على منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب إن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف أجرى محادثات طويلة مع بوتين خلال زيارة إلى موسكو، وأضاف: "بعد اللقاء، أطلعت بعض حلفائنا الأوروبيين... الجميع متفق على ضرورة إنهاء هذه الحرب، وسنعمل على ذلك في الأيام والأسابيع المقبلة".
يُذكر أن ترامب التقى زيلينسكي في وقت سابق هذا العام على هامش جنازة البابا فرانسيس في روما، حيث عقدا اجتماعًا ثنائيًا داخل كاتدرائية القديس بطرس. حينها حاول ماكرون الانضمام، لكن ترامب رفض بشدة، مفضلاً اللقاءات الثنائية.
الإمارات في الواجهة
ترشيح بوتين للإمارات كموقع للقمة المرتقبة، يعكس ثقة روسية – أمريكية في الدور الوسيط للدولة الخليجية، التي سبق أن لعبت أدوارًا ديبلوماسية مؤثرة في ملفات إقليمية ودولية معقدة.
يبقى أن يحدد الزعيمان الروسي والأوكراني موقفهما النهائي من المبادرة، وسط ترقّب عالمي لأي تحوّل قد ينهي واحدة من أكثر الحروب دموية في أوروبا الحديثة.
التعليقات الأخيرة