كتب د. نادر على
في إنجاز غير مسبوق على أرض مصر، تتقدم أعمال تنفيذ الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع بخطى ثابتة وسريعة، حيث تتواصل أعمال تركيب القضبان وتشطيبات المحطات ضمن مسار المشروع العملاق الذي يربط السخنة بالعلمين وصولًا إلى مرسى مطروح.
تصوير جوي حديث أظهر مدى التقدم الهائل في تنفيذ المشروع، ليعكس حجم المجهود الذي يبذله المهندسون والعمال المصريون في هذا الصرح الوطني الكبير، والذي لا يمثل فقط مشهدًا عمرانيًا، بل ملحمة تنموية غير مسبوقة تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط بريًا، فيما يُطلق عليه البعض "قناة سويس جديدة على قضبان الحديد".
وقد استقبلت مصر أول قطار إقليمي تم تصنيعه بمصانع شركة سيمنز الألمانية، بالإضافة إلى الانتهاء من تصنيع 15 قطار إقليمي من أصل 34، و5 قطارات سريعة من أصل 15. ومن المقرر وصول أول قطار سريع إلى مصر خلال شهر أغسطس، مع الانتهاء من تصنيع 14 جرار بضائع بالكامل.
المشروع لا يهدف فقط إلى تسهيل حركة النقل، بل يمتد دوره إلى خدمة التنمية الشاملة في مصر، إذ تغطي الشبكة مناطق صناعية كبرى مثل:
(حلوان - 15 مايو - برج العرب - 6 أكتوبر - المنيا الجديدة - أسيوط الجديدة)،
كما تربط الشبكة مناطق سياحية بارزة مثل:
(الجيزة - الأقصر - أسوان - البحر الأحمر - أبو سمبل).
ويمتد الأثر الإيجابي ليشمل المناطق الزراعية الجديدة مثل:
(توشكى - شرق العوينات - الدلتا الجديدة - جنة مصر - مستقبل مصر)،
مما يسهم في خلق محاور لوجستية قوية تربط مناطق الإنتاج بالموانئ ومناطق الاستهلاك، وبالتالي تعظيم فرص التصدير.
شبكة القطار الكهربائي السريع تتكون من 3 خطوط بإجمالي طول 2000 كم، وتشمل 60 محطة، وأسطولًا ضخمًا من 41 قطار سريع، 94 قطار إقليمي، و41 جرار بضائع، إلى جانب ورشتين رئيسيتين للصيانة و6 نقاط دعم على طول الخطوط.
ويبلغ طول الخط الأول فقط (السخنة – العلمين – مطروح) نحو 660 كم، ويضم 21 محطة، منها 13 محطة للقطارات السريعة، و8 محطات للقطارات الإقليمية.
بإنجاز هذا المشروع، لا تضع مصر فقط أسسًا لشبكة نقل عصرية، بل ترسم خريطة تنموية جديدة تُحدث طفرة في مختلف المجالات: النقل، الصناعة، الزراعة، والسياحة.
التعليقات الأخيرة