كتبت سماح إبراهيم
في ساعة مبكرة من فجر اليوم، وتحديدًا بين جدران أحد الملاجئ المحصنة في قلب تل أبيب، أقيمت جنازة سرية لشقيقة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "يوتان"، التي فارقت الحياة متأثرة بجراحها جراء قصف استهدف منزل العائلة قبل أيام.
بعيدًا عن عدسات الإعلام، وبلا أي إعلان رسمي، جرت مراسم الدفن في ظل تعتيم استخباراتي تام فرضه جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بهدف منع تسرب الخبر، خوفًا من تداعياته النفسية والسياسية على الشارع الإسرائيلي، الذي يعيش بالفعل تحت ضغط متزايد من الهجمات الإيرانية المتصاعدة، وتوترات جبهات الشمال والجنوب.
رئيس الوزراء نتنياهو حضر الجنازة بوجه شاحب، مرتديًا بدلة سوداء، يرافقه عدد محدود من المقربين وكبار المسؤولين، بينهم وزير الدفاع ورئيس جهاز الشاباك، إلى جانب حاخام عسكري تلا الصلوات الدينية دون أي مظاهر عسكرية أو شعبية.
وبين صمت المكان وبرودة اللحظة، لم يحتمل نتنياهو ثقل الفقد، وفجّر لحظة نادرة من الانكسار وهو يصرخ:
"سامحيني يا يوتان... لم أستطع أن أحميك. هذه الحرب أكبر منا جميعًا."
اللحظة التي حاولت الدولة العبرية دفنها مع الجثمان، لم تغب عن أنظار المراقبة الإيرانية، حيث التقطتها أنظمة تجسس متطورة تابعة لطهران، بحسب تقارير إعلامية مسربة، لتتحول إلى مشهد رمزي له دلالات تتجاوز الحدث الشخصي.
الجنازة، التي جرت دون علم الرأي العام الإسرائيلي، كشفت عن جانب خفي من الأزمة التي تضرب المؤسسة الحاكمة في إسرائيل، في وقت يتداعى فيه الشعور بالأمان حتى داخل أرفع مستويات القيادة.
إنها لحظة وداع في الظل... لكنها تضيء جانبًا من واقع متصدّع، تحاول إسرائيل جاهدًة إخفاء ملامحه عن أعين العالم، و
حتى عن شعبها.
-
التعليقات الأخيرة