د. نادر علي
برزت مصر كواحدة من أفضل الدول الصاعدة ضمن ما يُعرف بـ”الحزام الصناعي الجديد” في الأسواق الناشئة، حيث تستحوذ على 7% من القدرة الإنتاجية العالمية المخططة للأمونيا النظيفة، وهي نسبة تكفي لتسميد مساحة تعادل ضعف مساحة الدولة، بحسب تقرير جديد صادر عن ائتلاف “المهمة الممكنة”.
ويكشف التقرير عن فرص هائلة للأسواق الناشئة، من ضمنها مصر والهند والبرازيل، لتجاوز الدول الصناعية التقليدية في سباق الصناعة النظيفة، مستفيدة من وفرة الطاقة المتجددة وانخفاض تكاليف الإنتاج والدعم الحكومي.
وقد تصدرت الصين مجال تطوير الصناعة النظيفة عالميًا، مستحوذة على ربع الاستثمارات في المصانع النظيفة من إجمالي 250 مليار دولار حتى الآن، تلتها الولايات المتحدة بنسبة 22%، ثم الاتحاد الأوروبي بنسبة 14%. لكن مجموعة من الأسواق الناشئة، وفي مقدمتها مصر، بدأت تقترب سريعًا من هذه الدول الصناعية الكبرى، مستفيدة من موارد الطاقة المتجددة والسياسات الداعمة.
ويمتد الحزام الصناعي الجديد عبر أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، ويحتضن أكثر من نصف الاستثمارات العالمية البالغة 1.6 تريليون دولار، مع تركيز متزايد على قطاعات مثل الأمونيا النظيفة، والوقود المستدام، والكيماويات منخفضة الانبعاثات.
استثمارات وفرص غير ممولة
وكشف التقرير أن فرصًا استثمارية بقيمة 948 مليار دولار ما تزال متاحة في مشاريع مصنفة ضمن قطاع الصناعة النظيفة، تم الإعلان عنها ولكنها لم تحصل بعد على التمويل اللازم. ومن بين 826 منشأة صناعية نظيفة مسجلة في 69 دولة، هناك 69 مشروعًا دخل حيز التشغيل، و65 مشروعًا حصل على التمويل، فيما ما تزال 692 مشروعًا في مرحلة الإعلان فقط.
وسجل التقرير أن دول الحزام الصناعي الجديد تستحوذ على 59% من قيمة المشاريع المعلنة عالميًا، مقارنة بـ18% في الولايات المتحدة، و10% في الاتحاد الأوروبي، و6% فقط في الصين.
الأمونيا تقود التحول
تشير التحليلات إلى أن دول الحزام الصناعي الجديد تستضيف أكثر من 75% من منشآت إنتاج الأمونيا النظيفة المخططة عالميًا، سواء تلك التي تم الإعلان عنها أو وصلت إلى قرار الاستثمار النهائي. وتُستخدم الأمونيا في الأسمدة والزراعة وصناعة المتفجرات، وتُعد أيضًا خيارًا واعدًا كوقود للنقل البحري.
التعليقات الأخيرة