محمود الحسيني
رحل اليوم عن عالمنا الشيخ أبو إسحاق الحويني عن عمر ناهز 69 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. خبر وفاته الذي تم الإعلان عنه من قبل نجله حاتم الحويني عبر مواقع التواصل الاجتماعي ترك أثرًا عميقًا في قلوب محبيه وأتباعه، ليغادر بذلك عالمنا أحد أبرز العلماء والمفكرين الذين أسهموا في نشر علوم الحديث والدعوة السلفية.
النشأة والمسيرة العلمية
وُلد الشيخ أبو إسحاق الحويني في 10 يونيو 1956 في قرية حوين التابعة لمركز كفر الشيخ، واسمه الحقيقي هو حجازي محمد يوسف شريف. نشأ في أسرة متواضعة، لكن منذ صغره، أظهر اهتمامًا بالغًا بالعلوم الشرعية، حيث بدأ في طلب العلم عن طريق الاستماع لدروس العلماء وقراءة كتب الحديث.
درس الشيخ الحويني الأدب الإسباني في كلية الألسن بجامعة عين شمس، لكن سرعان ما اتجه إلى دراسة علوم الحديث النبوي الشريف، والتفسير بشكل ذاتي، ليُظهر في وقت لاحق إلمامًا كبيرًا في هذا المجال. تأثر بشكل كبير بالشيخ ناصر الدين الألباني، الذي كان له دور كبير في توجيه مسيرته العلمية.
الانتشار العلمي والتأثير الكبير
أصبح الشيخ الحويني واحدًا من أبرز علماء الحديث في العالم الإسلامي. تميز بدفاعه القوي عن منهج الحديث، واهتم بشكل خاص بتصحيح المفاهيم الدينية وإحياء منهج المحدثين الذي يعتمد على التأكد من صحة الأحاديث النبوية ودراستها بدقة. كان له حضور قوي في العديد من المحاضرات والندوات العلمية التي تناولت قضايا الفقه والدعوة الإسلامية.
المؤلفات والإسهامات العلمية
الشيخ أبو إسحاق الحويني ترك إرثًا علميًا غنيًا من المحاضرات والدروس العلمية التي شهدت إقبالًا واسعًا. من أبرز مؤلفاته: "إتحاف الناصح بترجمة الإمام الألباني"، "تحقيق المغني عن حمل الأسفار في الأسفار"، و"الرد على من أنكر تقسيم البدعة". كما كانت له مقالات وشروحات علمية ساهمت في تعزيز منهج السلف الصالح. إضافة إلى ذلك، شارك الشيخ الحويني في العديد من البرامج التلفزيونية التي تناولت موضوعات دينية وفقهية.
مواقفه الجريئة وآراؤه المثيرة للجدل
كان للشيخ الحويني العديد من المواقف الجريئة في مجال العلم والدعوة، والتي أثارت بعض الانتقادات والجدل. فقد كان دائمًا يتناول قضايا الدين بفكر نقدي عميق، ما جعله محطًا للانتقادات من بعض العلماء والمثقفين، إلا أنه ظل مخلصًا لنهجه وموضحًا أفكاره بكل صدق ووضوح.
المرض والوفاة
عانى الشيخ الحويني في السنوات الأخيرة من مشاكل صحية مستمرة، والتي أثرت بشكل كبير على نشاطه الدعوي. رغم تلقيه العلاج لفترات طويلة، إلا أن حالته الصحية تدهورت مؤخرًا، ليغادر الحياة في 17 مارس 2025.
رحيل الشيخ أبو إسحاق الحويني يعد خسارة كبيرة للعلم الإسلامي، حيث ترك خلفه إرثًا علميًا عظيمًا في مجال الحديث والدعوة، سيظل يحظى بتقدير كبير من طلاب العلم والمشايخ.
التعليقات الأخيرة