كتب د. نادر على
تطرح السيدة ميشيل رينوف، الناشطة البريطانية المعروفة، حلاً فريدًا وجريئًا للقضية الفلسطينية، يتمثل في عودة اليهود إلى وطنهم الأول في جمهورية إيروبيدجان (Birobidzhan) في جنوب شرق روسيا، وهو حل لم يحظ بالاهتمام الكافي رغم تاريخيته.
جمهورية اليهود:
تعد جمهورية إيروبيدجان بمثابة الوطن الأول لليهود، حيث تأسست في عام 1934 ودعمت من قبل يهود أمريكا في ذلك الوقت. كانت هذه الجمهورية ملاذًا آمنًا لليهود في الاتحاد السوفياتي قبل أن تهيمن الصهيونية على الفكرة وتدفع باتجاه تأسيس دولة إسرائيل في فلسطين.
الحل الذي تقترحه رينوف:
تدعو السيدة ميشيل رينوف إلى عودة آمنة لليهود المقيمين في فلسطين إلى إيروبيدجان، حيث يمكنهم العيش بسلام بعيدًا عن معاداة السامية وسط ثقافتهم وتقاليدهم، مع الحفاظ على الأراضي الفلسطينية لسكانها الأصليين. وتؤكد أن هذا الحل من شأنه إنهاء معاناة الفلسطينيين في الشتات، ويمنحهم حق العودة إلى وطنهم.
الدعم التاريخي:
وفقًا لرينوف، فإن تأسيس جمهورية إيروبيدجان لم يكن نتاجًا لفكرة عنصرية، بل كان قرارًا سلميًا يهدف إلى توفير مكان آمن لليهود، كما كانت هناك دعم كبير من علماء يهود بارزين مثل أينشتاين. ورغم أن هذا المشروع لم يكن في فلسطين، إلا أن الصهيونية اختارت فلسطين بدلاً منه، مما أدى إلى مأساة الفلسطينيين اليوم.
الرفض الإعلامي:
تنتقد رينوف التعتيم الإعلامي على هذه الحقيقة التاريخية، حيث لم تبرز جمهورية إيروبيدجان بشكل كافٍ في الإعلام الغربي أو في الرواية الصهيونية. وبالرغم من هذا، تستمر رينوف في الدفاع عن هذا الحل الذي يرى فيه البعض حلاً منصفًا يحقق العدالة للشعب الفلسطيني.
ما تطرحه السيدة ميشيل رينوف هو حل غير تقليدي ولكنه مليء بالأبعاد التاريخية، حيث ترى أن الحل القائم على عودة اليهود إلى إيروبيدجان هو الحل الذي يضمن السلام والعدالة للطرفين. في حين ترفض الصهيونية التطرق إلى هذا الخيار، يظل هذا الحل بعيدًا عن الأنظار في وسائل الإعلام العالمية.
التعليقات الأخيرة