بقلم / سماح إبراهيم
عندما يكتب أحدنا خواطر حزينة، ليس لأنه يبحث عن شفقة أو اهتمام من أحد، بل لأنه لا يستطيع تحمل صمت الألم الذي يعتصر قلبه. فكل كلمة يكتبها هي صرخة في وجه هذا العالم، محاولة لتفريغ بعض من الهموم التي لا يتسع لها القلب ولا يستطيع اللسان أن ينطق بها. الكتابة هنا ليست مجرد كلمات، بل هي لحظات نفسية تحمل معها كل ما لا يستطيع الشخص أن يعبّر عنه في الحياة اليومية.
في بعض الأحيان، نكتب خواطرنا ليس لأننا نريد أن يعرف الآخرون ما نشعر به، بل لأننا نحتاج إلى من يشاركنا هذا الشعور حتى وإن كان بشكل غير مباشر. إن الكتابة تمنحنا فسحة من الهواء النقي الذي يخفف عن أنفاسنا المحتبسة في زحمة الحياة.
وعندما نكتب في لحظات حزننا، فإننا لا نطلب من أحد أن يقدم لنا الحلول، بل نطلب منهم فقط أن يكونوا موجودين، أن يقرأوا ويشعروا بما نمر به. قد نجد أنفسنا نكتب كي لا نختنق بالصمت، إذ أن الألم يصبح أثقل حينما نحاول دفنه داخلنا. الكتابة تمنحنا مساحة للتنفس، وتخفف عنا حدة الوجع، حتى وإن كانت كلماتنا مجرد تذكرة بصمت الحياة.
وما بين كل تلك الكلمات الحزينة، يبقى المعنى الحقيقي هو أن الإنسان يكتب ليريح نفسه أولًا، وليس ليُرهِق قلبه أكثر. وعندما ينسى البعض منا في زحمة الأيام، وعندما تصبح العوائق أمامنا أكبر من قدرتنا على التفاهم، تأتي الخواطر كملاذ أخير لنخفف عن أنفسنا ونواصل المضي رغم كل شيء.
التعليقات الأخيرة