سماح إبراهيم
في خطوة تصعيدية جديدة، سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، على منطقة جبل الشيخ الاستراتيجية الواقعة في الجولان السوري، بعد انسحاب الجيش السوري من المنطقة. هذه الخطوة تأتي في إطار ما زعمته إسرائيل من ضرورة تأمين حدودها وضمان سلامة سكانها في ظل التوترات المستمرة في المنطقة.
جبل الشيخ، الذي يمتد عبر الأراضي السورية واللبنانية، يعتبر من أهم المواقع الجغرافية في المنطقة، حيث يطل على أربع دول عربية هي سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. يتمتع الجبل بموقع استراتيجي فريد، حيث يمثل المنبع الرئيسي لنهر الأردن، ويغذي العديد من الأنهار والمجاري المائية التي تعد شريان الحياة للعديد من المناطق.
السيطرة الإسرائيلية على جبل الشيخ ليست مجرد قضية جغرافية، بل تكتسب طابعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية. فبفضل ارتفاعه الذي يصل إلى 2280 مترًا، يتيح الجبل للاحتلال الإسرائيلي نصب أنظمة إنذار مبكر، مما يوفر لها تفوقًا عسكريًا في مراقبة تحركات المنطقة المحيطة. كما أن تساقط الثلوج على الجبل على مدار معظم أيام السنة يجعله مصدرًا مهمًا للمياه العذبة، وهو ما يزيد من أهميته في الصراع الإقليمي حول الموارد الطبيعية.
النزاع على جبل الشيخ يعود إلى سنوات طويلة، حيث تتنازع الدول المجاورة على مياه نهر الأردن التي تنبع من هناك، وهو ما يفاقم التوترات في منطقة تعاني من صراعات متعددة. كما أن الجبل نفسه يُعرف في الأدبيات العسكرية بـ "جبل الثلج" أو "عيون الأمة" نظراً لأهميته الاستراتيجية الكبرى.
بإعلانها السيطرة على هذه المنطقة، تدفع إسرائيل بالمنطقة إلى مزيد من التأزم، في وقت تعاني فيه سوريا من أزمة داخلية وحروب أهلية تشهدها منذ سنوات. وتؤكد هذه التطورات على استمرار النزاع الإقليمي على الموارد المائية والمواقع الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، حيث يبقى جبل الشيخ نقطة محورية في الخريطة السياسية والعسكرية لهذه المنطقة المتأججة.
التعليقات الأخيرة