سماح إبراهيم
تشهد أسواق الذهب في الآونة الأخيرة طفرة غير مسبوقة، حيث حقق المعدن النفيس أعلى ارتفاع له منذ 14 عامًا. هذا الارتفاع يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل أسعار الذهب، خاصة مع التوقعات الإيجابية من بنوك كبرى تشير إلى أن الأسعار ستواصل ارتفاعها حتى نهاية عام 2025. يأتي هذا التفاؤل وسط تدفقات كبيرة إلى صناديق الاستثمار، وتوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية حول العالم، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
الارتفاع القياسي:
خلال العام الحالي، سجل الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، حيث قفز سعره بنحو 570 دولاراً للأوقية، أي أكثر من 27%، مما يجعله واحدًا من الأصول الأكثر جاذبية في الأسواق. في 24 سبتمبر 2024، سجل الذهب أعلى مستوى قياسي له عند 2639.95 دولار للأوقية، مما يعكس مدى القوة التي يتمتع بها هذا المعدن النفيس في الظروف الاقتصادية الحالية.
العوامل المحفزة للارتفاع:
تتعدد الأسباب التي تدعم هذا الارتفاع، ومن أبرزها الانخفاض المتوقع في أسعار الفائدة. حيث يُعتبر الذهب ذو العائد الصفري استثمارًا مفضلًا في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. هذا الانخفاض سيعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية.
إضافةً إلى ذلك، يشير محللو «جيه بي مورجان» إلى أن الطلب الفعلي من الصين والشراء من قبل البنوك المركزية كانت من الدوافع الرئيسية لدعم أسعار الذهب خلال العامين الماضيين. كما أن استثمارات التجزئة في صناديق الاستثمار المتداولة تمثل مفتاحًا لمزيد من الارتفاع المستدام.
توقعات مستقبلية:
تتوقع العديد من المؤسسات المالية أن أسعار الذهب قد تصل إلى مستويات جديدة خلال العامين القادمين. وفقًا للتوقعات، قد تتراوح الأسعار بين 2360 دولار و2875 دولار للأوقية. على سبيل المثال، يتوقع بنك "كوميرز" أن يبلغ سعر الذهب 2600 دولار في 2024، بينما يتوقع بنك "أنز" أن يصل إلى 2805 دولار في 2025.
من المتوقع أيضًا أن تؤثر الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر بشكل كبير على أسعار الذهب، حيث قد تؤدي التقلبات المحتملة في السوق إلى دفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.
يبدو أن الذهب لا يزال يحتفظ بمكانته كأحد الأصول الآمنة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية غير المستقرة. من المهم متابعة التطورات في أسواق الذهب بعناية، فمع ارتفاع الأسعار والطلب المتزايد، قد يكون هناك فرص استثمارية واعدة للمستثمرين. في نهاية المطاف، يبقى الذهب رمزًا للقيمة والأمان، مما يجعله خيارًا جذابًا في ظل الأوقات العصيبة.
التعليقات الأخيرة