يارا المصري
أصبح سكان شمال الضفة الغربية يشعرون بقلق متزايد من أن يؤدي انخفاض حدة القتال في قطاع غزة إلى دفع جيش الاحتلال إلى زيادة الضغط ضد المسلحين في الشمال حيث يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في الضفة الغربية.
وسارع الجيش الإسرائيلي الذي انتهى من تحقيق الكثير من أهداف الحرب على غزة، إلى تصنيف الضفة باعتبارها منطقة قتال ثانية بعد جبهة غزة، وذلك من خلال العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم "المخيمات الصيفية" والتي دخلت أسبوعها الثالث، وتتركز في شمال الضفة ومخيمات اللاجئين خاصة.
وتوافقت القراءات السياسية والعسكرية مع مخاوف السكان بشأن دوافع وأسباب التصعيد في الضفة، وقدّرت أن التطورات الميدانية باتت تقلق السكان الفلسطينيين الذين باتو يخشون من أن تصبح عمليات المقاومة في الضفة هي السبب الرئيسي والدافع الأكبر لأن تجعل اسرائيل توجه قوتها صوب الضفة الغربية، وبسبب زيادة تلك الحوادث فقد أقدمت على تنفيذ عملياتها العسكرية في مدن الضفة ومخيماتها التي تعيش أزمات اقتصادية وسياسية.
ولذلك فأن الضفة ومنذ بدء الحرب على غزة تعتبر "نقطة قتال" وليس "جبهة حربية" بالمفهوم التقليدي، وما حدث مؤخرا هو بمثابة تكثيف وتصعيد في العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي، وتصعيد الجيش لعملياته جاء بعد رؤية اسرائيلية من تحول الضفة إلى ساحة حرب على غرار قطاع غزة، وذلك في أعقاب العملية التفجيرية في تل أبيب قبل عدة أسابيع، وهو ما اعتبر نقطة تحول في التعامل العسكري مع الضفة ومخيماتها.
ويعتبر محللين إن الوضع في الضفة في غاية الصعوبة، ليس بسبب التصعيد العسكري وحسب، بل أيضا بسبب الإجراءات غير المعهودة بالسابق، والتي قد يعيشها سكان الضفة الغربية على غرار ساحة القتال في غزة.
ولا يستبعد سكان المدن الفلسطينية أن تشهد الضفة سيناريوهات عسكرية غير معهودة من قبل، وكأن لسان حالهم يقول: إننا لا نعلم إلى أين تتجه الأمور، خصوصا وأن الجيش نزع الكفوف، ويتجه نحو استعمال أكثر للقوة العسكرية، وهي الأساليب التي لا تختلف كثيرا عما يفعله بغزة.
وفي قراءة لدلالات اعتبار الضفة ساحة قتال على غرار غزة، فإن الإعلان الإسرائيلي يعني أن تغييرا سيطرأ على الحياة المدنية بالمناطق الفلسطينية التي ستشهد عمليات عسكرية، وصُنّفت من قبل الجيش الإسرائيلي بأنها مناطق عسكرية.
وحيال ذلك، فإن سلوكا عسكريا مشابها إلى حد ما لما يحدث بغزة، وهجمات مكثفة ومستمرة على مناطق تمركز الأفراد المسلحين داخل الأحياء باستخدام الطيران المسيّر والإغارات البرية، مع اتباع حماية السكان المدنيين وتوفير أماكن أخرى للسكان بشكل مؤقت، وزيادة الحواجز التأمينية على الطرق الداخلية والخارجية، مما سيسهم في صعوبة للحياة المعيشية وحركة الناس.
التعليقات الأخيرة