add image adstop
News photo

النمرود: أول ساحر في التاريخ وأول من ادعى الألوهية

 

سماح إبراهيم 

 

 

النمرود، أحد أبرز الشخصيات التي خلدها التاريخ كأول ساحر وأول من ادعى الألوهية. كان حاكمًا ظالمًا في حضارة بابل القديمة، حيث وُلد حوالي 2500 قبل الميلاد. يُعرف النمرود بعدة ألقاب وأسماء، لكن اسمه الحقيقي كان "زاهاك". تميز بشخصيته القوية والمتسلطة، حيث تمرد على والده وقتله للاستيلاء على الحكم وعرش بابل.

 

تعلّم النمرود السحر من الشيطان، وكان أول من تحالف معه، مما أتاح له القدرة على نشر السحر والشعوذة بين أتباعه. وتعتبر هذه الفترة من حكمه من أكثر الفترات التي انتشر فيها السحر بشكل واسع. النمرود كان أول من وضع التاج على رأسه، كرمز للقوة والسلطة المطلقة، وكان يعرف بتحديه للشرائع السماوية وتحالفه مع قوى الظلام.

 

سُمي النمرود بهذا الاسم لأنه تمرد حتى على حليفه ومعلمه الشيطان. زوجته، سميراميس، كانت شخصية بارزة أيضًا، ولها تمثال شهير يُعرف اليوم بتمثال الحرية في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

في زمن النمرود، أرسل الله نبيه إبراهيم عليه السلام لينقذ الناس من بطشه وظلمه. عندما جاء إبراهيم عليه السلام إلى النمرود، دار بينهما حوار شهير حاول فيه النمرود إظهار قدرته الإلهية الزائفة، حيث قال: "أنا أحيي وأميت"، وجاء برجلين فقتل أحدهما وأبقى الآخر على قيد الحياة. لكن إبراهيم عليه السلام تحداه قائلاً: "إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب"، فلم يستطع النمرود الرد وعجز أمام هذه الحجة.

 

مع تزايد أتباع إبراهيم عليه السلام، أمر النمرود بقتل كل من آمن برسالة إبراهيم. اشتد الصراع حتى نشبت معركة بين جيش النمرود الضخم وبين المؤمنين. رغم بساطة أسلحة المؤمنين، إلا أنهم دعوا الله أن ينصرهم. استجاب الله لدعائهم وأرسل جيشًا من البعوض الذي أكل لحوم جنود النمرود حتى أفنى جيشه بالكامل. أما النمرود، فقد هرب واختبأ في برج بابل، لكن بعوضة تمكنت من الدخول إلى رأسه، واستمرت تعذبه لسنوات حتى مات بضربة قاسمة على رأسه.

 

النمرود يمثل رمزًا للظلم والتمرد على الحق، لكنه أيضًا درسٌ خالد في أن الظلم لا يدوم، وأن الله ينصر المظلومين مهما كانت قوى الظالمين.

التعليقات الأخيرة

اترك تعليقًا

الأعلى