سماح إبراهيم
اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، برفقة مئات المستوطنين، المسجد الأقصى صباح اليوم (الثلاثاء)، بحماية مكثفة من الشرطة الإسرائيلية، ما أثار استياءً واسعًا في الأوساط الفلسطينية والدولية.
وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، دخل بن غفير إلى المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، الذي يخضع للسيطرة الإسرائيلية منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967. جال بن غفير في الساحة الشرقية للمسجد، محاطًا بعناصر الشرطة، التي منعت دخول المصلين المسلمين إلى المسجد في الوقت نفسه، مما أدى إلى توتر شديد في المنطقة.
هذا الاقتحام يُعتبر السادس لبن غفير منذ توليه منصبه أواخر عام 2022، ويأتي في ظل أجواء متوترة وخطيرة تشهدها المنطقة.
أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى أن نحو 1600 مستوطن اقتحموا باحات المسجد في ساعات الصباح، حيث قاموا بأداء طقوس دينية ورفع العلم الإسرائيلي، في خطوة تُعد استفزازًا مباشرًا لمشاعر المسلمين. كما أكدت الدائرة أن قوات الاحتلال قامت بمنع المصلين المسلمين من الدخول إلى باحات المسجد، فيما انتشر المئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة من القدس، ما حول المنطقة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية.
الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، حذر من "تداعيات الاستفزازات الخطيرة" لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، محملًا الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذه الممارسات، وداعيًا المجتمع الدولي، وبالأخص الإدارة الأمريكية، للتدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات.
أكد أبو ردينة على أهمية تدخل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في القدس، ومنع المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى تفجر الوضع في المنطقة بشكل لا يمكن السيطرة عليه. واعتبر أن هذه الممارسات تأتي في إطار "الحرب الشاملة" التي تشنها الحكومة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في كافة المناطق، بما في ذلك غزة والضفة الغربية والقدس
تأتي هذه الاقتحامات بعد دعوات متكررة من جماعات استيطانية متطرفة لاقتحام واسع للمسجد الأقصى، تزامنًا مع ما يُعرف بذكرى "خراب الهيكل"، ما يزيد من حالة الاحتقان ويهدد باندلاع موجة جديدة من العنف في المنطقة.
كان المسجد الأقصى قد شهد اقتحامًا من قبل 411 مستوطنًا يوم أمس، و370 مستوطنًا قبله بيوم واحد، ما يعكس استمرار الجهود الإسرائيلية لتغيير الوضع القائم في القدس، وهو ما يقابل برفض فلسطيني ودولي واسع.
التعليقات الأخيرة