بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي نبينا محمد صلي الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد إن هناك أمر من أعمال القلوب نتحدث عنه وكثيرا ما لا نحسنه، أي عملا في الواقع وتطبيقا، ألا وهو التوكل علي الله حيث يقول تعالي " ومن يتوكل علي الله فهو حسبه" والتوكل يصب عليك الرزق صبا، وهناك أدلة يقينية لكن القضية في العمل بذلك لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله وهذه حق توكله فيها المربط والسر حق توكله.
فهذه قضية تفريغ القلب إلا من الله، ولا اعتماد إلا على الله تعالي، ولا لجوء إلا إلى الله عز وجل، وطلب الرزق منه لا من غيره، وتفويض الأمور إليه، ولو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير، تغدو خماصا تذهب في أول النهار جياعا وتروح بطانا، أي تعود في آخر النهار مملوءة البطون، والعلماء قالوا هذا الحديث أصل في التوكل وأنه من أعظم الأسباب التي يستجلب بها الرزق، والتوكل هذا توحيد، وتوحيد الله أعظم مذهبات القلق لأن توحيد الله أمن ومن ضمن الأمن هو الأمن النفسي، والأمن النفسي يعني طيب النفس أخبر عليه الصلاة والسلام أنه من النعيم، وأن الإنسان تكون طيبة نفسه، وهذا متعلق بمسألة مهمة وهي غنى القلب والقناعة، فقد يكون غنيا من جهة كثرة المال، لكن ما عنده طمأنينة.
ولا أمن نفسي، ولا عنده رضا، ما عنده قناعة بما قسم الله له، وقد يكون قليل المال لكن طيب النفس، منشرح الصدر، عنده نعيم نفسي بالقناعة، وغنى القلب، والإستغناء بالله تعالي عن غيره، وإن ما نحتاجه في تسكين النفس أهم مما نحتاج إليه في تسكين البطن، وتسكين القلب أعظم من تسكين البطن، فلا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم، فهي كلمات للكرب تقولها، حتى لو خشيت أن تطرد من عملك فاللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله وهذا يشمل رزقك لا إله إلا أنت، فعندما تقول دعاء المكروب اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك إلي آخر الحديث "
هذا فيه زوال الكرب وتنفيس هذا والحزن والغم والهم زوالا، وعندما يتوكل الإنسان على الله تعالي حقيقة ويؤمن اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، هذه أشياء تستجلب الرزق، وعندما تتسلح بذكر الله تعالي ومنه الاستغفار، والاستغفار هو بالأصل لطلب مغفرة الذنوب، ومحو الذنوب، مرادك أخروي، لكن له بركات دنيوية، له فوائد تبعية، من هذه الفوائد التبعية، كما جاء في قوله تعالي " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهار " وهذه أرزاق دنيوية، من فوائد الإستغفار التبعية في الدنيا مع أن أصل ما يقوله الإنسان لأجل الآخرة، لكن الله تعالي كريم، يعطي هنا ويعطي هناك، والمسلم الذي إذا أخذ مضجعه.
وهو يقول اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك" فهذه الكلمات إذا كانت عن إيمان وإعتقاد حقيقي، وهو يتفكر في معانيها، ويقصدها بما يقول حقا، ما لها أثر؟ على الأقل في تسكين نفسه، فضلا عن جلب الرزق، وكذلك الحمد، فهذه العبادة العظيمة ما لها أثر؟ فعندما يقول الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي، كفار ما عندهم رب يؤمنون به، ملاحدة، زنادقة، ما عندهم رب يتوكلون عليه، ولا يثقون به، ولا يدعونه، ولا يلجؤون إليه، لكن عندنا إيمان، وعندنا تفويض وعندنا توكل بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله هذا أصل دعاء الخروج من البيت فيه أن الملك يقول هديت وكفيت ووقيت".
التعليقات الأخيرة