كتب : محمد بوخروفة
أجرى الوزير الأول الجزائري السيد نذير العرباوي محادثات هامة مع رئيس مجلس الوزراء المصري السيد مصطفى مدبولي، اللقاء الذي عُقد مؤخرا بالعاصمة الغانية آكرا، على هامش الإجتماع نصف السنوي السادس بين الإتحاد الإفريقي والمجموعات الإقتصادية والآليات الإقليمية، والذي يدخل في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر ومصر، يعكس إرادة قوية من كلا الجانبين للارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستوى العلاقات التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، تجسيداً للإرادة السياسية الراسخة لقائدي البلدين.
إرادة سياسية قوية لتعزيز التعاون
خلال المحادثات، أعرب الطرفان عن التزامهما بتعزيز التعاون في مختلف المجالات، مؤكدين على أهمية ترجمة هذه الإرادة السياسية إلى واقع ملموس.
وقد اتفق الجانبان على تنشيط آليات التعاون الثنائي والتحضير الجيد للجنة المشتركة الكبرى، المقترح عقدها قبل نهاية السنة الجارية، وذلك في ضوء المحاور الاستراتيجية التي حددها قائدا البلدين خلال زيارة السيد رئيس الجمهورية إلى القاهرة في يناير 2022.
اللجنة المشتركة الكبرى: خطوة نحو التنفيذ
تعد اللجنة المشتركة الكبرى آلية مهمة لتعزيز التعاون بين الجزائر ومصر، حيث ستعمل على وضع خطط تفصيلية لتنفيذ المشاريع المشتركة في مختلف المجالات، بما في ذلك القطاعات الاقتصادية، الصناعية، الزراعية، والطاقة. يهدف هذا التعاون إلى تحقيق مصالح مشتركة وتحفيز النمو الاقتصادي في كلا البلدين.
مواجهة التحديات الإقليمية والدولية
خلال المحادثات أكد الجانبان على أهمية التنسيق المكثف لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة. في ظل التهديدات الأمنية التي تواجهها منطقة شمال أفريقيا والساحل، حيث يعتبر التعاون بين الجزائر ومصر ضروريًا لتعزيز الأمن والاستقرار. كما تتشارك البلدان رؤى مشتركة تجاه التطورات في الشرق الأوسط، مما يعزز من فعالية تعاونهما على الصعيد الدولي.
استمرارية الدعم والتعاون
وتعد العلاقات الجزائرية المصرية تاريخية ومتجذرة، حيث دعمت مصر الجزائر في حربها من أجل الاستقلال، واستمرت الجزائر في دعم مصر في مختلف القضايا الإقليمية والدولية. هذا الإرث من التعاون يدفع البلدين للاستمرار في دعم بعضهما البعض في مواجهة التحديات المشتركة.
تطلعات مستقبلية
تشير المحادثات الأخيرة بين السيد نذير العرباوي والسيد مصطفى مدبولي إلى مستقبل واعد للعلاقات الجزائرية المصرية، حيث أن العمل على تنفيذ المشاريع المشتركة والتحضير للجنة المشتركة الكبرى يعكس رغبة البلدين في تحويل الإرادة السياسية إلى نتائج ملموسة، فحتى لو كان الأمر يتطلب تنسيقًا مستمرًا ومتابعة دقيقة لتحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز العلاقات الثنائية، فالمحادثات الأخيرة بين البلدين تؤكد على أهمية التعاون الاستراتيجي لمواجهة التحديات الراهنة وتعزيز العلاقات الثنائية.
و من خلال الإرادة السياسية القوية والعمل المشترك، يسعى البلدان إلى تحقيق نمو اقتصادي واستقرار أمني يلبي تطلعات شعبيهما الشقيقين. وستكون اللجنة المشتركة الكبرى خطوة حاسمة في هذا الاتجاه، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون المثمر بين الجزائر ومصر.
التعليقات الأخيرة